يتصدرالحديث عن مستقبل أفغانستان والسيناريوهات المحتمل حدوثها في هذا البلد، مواقع التواصل الإجتماعي والصحف العربية والعالمية. وهوسؤال يتم طرحه بكرات ، كما يحاول الإعلاميون والنشطاء التنبؤ بمستقبل هذا البلد في ظل توسع نفوذ حركة طالبان وذلك بعد أن سحبت الولايات المتحدة الأمريكية قواتها دون أي اهتمام لمستقبل الشعب الأفغاني.
والقاسم المشترك بين أغلب المقالات والتحليلات لكبارالصحفيين والباحثين في هذا الشأن، هوتنبؤهم بأن حركة طالبان ستكون في مستقبل ليس ببعيد هي الآمرالناهي في البلد. وكان الكاتب الفلسطيني "أسامة عثمان" هوأبرزمن سلط الضوء على هذه النقطة، وتنبأ بانتهاء الأمورفي أفغانستان إلى تحكيم الشريعة مستدلا بذلك أن واشنطن لن توفرأية ضمانات لمنع سيطرة الحركة وكأنها سلمت البلد إلى طالبان بشكل مباشر.
إلى جاب ذلك أشارالصحفي "عمرنجيب" في صحيفة الرأي الكويتية إلى سرعة حركة طالبان الفائقة في توسع سيطرتها والتي جعلت بعض العسكريين في المنطقة يقدرون أن العاصمة كابل ستسقط قبل نهاية شهرأغسطس2021، ليس خلال ستة أشهركما تنبأت به آخرتقريرللمخابرات المركزية في شهريونيو2021.
وتحت عنوان "طالبان.. مانوع حكمها الجديد؟" في صحيفة مكة السعودية، تسائل الإعلامي "نمرالسحيمي" عن نوعية حكم طالبان المستقبلي لأفغانستان وهل سيكون هونفسه الحكم السابق الذي وصف بالمتطرف؟ أم أن الحركة الطالبانية التزمت لأعداء الأمس وانها ستكون في معسكرأحداهما، ومن ثم سيتحول الفكرالطالباني من طائفي متطرف كما يصفه الخصوم إلى علماني أومتعايش مع دول العالم، وبالتالي ستكون السلطة في أفغانستان ذات نظام حكم يقبله العالم.
وردا على الأسئلة التي طرحها تنبأ الكاتب أنه لن يكون هناك تغييرجذري في سلوك الحركة، ماعدا التفاؤل الخجول الذي أخذه من الإعلان الذي وقعه كبارعلماء باكستان وأفغانستان بمكة المكرمة في العاشرمن يونيو/ الماضي والتي سمي بالإعلان التاريخي للسلام في أفغانستان، معتبرا بأنه يمهد طريق الحل للأزمة الأفغانية التي طال أمدها وذلك من خلال دعم المفاوضات بين الفئات المتقاتلة، ونبذ كل أعمال العنف والتطرف بكل أشكالها وصورها، وإعادة أفغانستان كدولة إسلامية لها مكانتها وقيمتها بين دول العالم.
وطرح مديروحدة الدراسات السياسية في المركزالعربي للأحداث ودراسة السياسات "مروان قبلان" في صحيفة العربي الجديد، عدة سيناريوهات لمستقبل أفغانستان، منها أن تتخلى واشنطن تماما عن دعم حكومة الرئيس غني وتتركها لمصيرها المحتوم، كما فعلت قبل نحونصف قرن عندما تخلت عن حكومة فيتنام الجنوبية، وتركتها تنهارأمام زحف الشماليين. الاحتمال الثاني أن تستمرواشنطن في دعم حكومة غني وتمكينها من الصمود في وجه طالبان، عبرتأمين غطاء جوي لها، إلى أن تيأس الأخيرة من حسم عسكري وتقبل بالشراكة. لكن رأى قبلان أن هذا الأمرقد يستلزم سنوات، وخصوصا أن الزمن لايعد عاملا في حسابات طالبان التي صارت الحرب بالنسبة لها حرفة وطريقة حياة. واحتمال أخير، يتقاطع بنسب مختلفة مع الاحتماليين الأولين، حيث تندفع دول الجواروالدول ذات المصلحة إلى الانخراط في الصراع الدائرفي أفغانستان، للحصول على موطئ قدم بعد خروج الأمريكيين، فتقوم بتمويل وتسليح وكلاء محليين لها.
على تويترأيضا عبرالعديد من النشطاء عن رأيهم حول ما يمكن أن يحدث في أفغانستان وما يجب أن يركزعليه مثقفوا هذا البلد، حيث أكد الباحث والمحلل السياسي "مهنا الحبيل" أن الخطوة المركزية في معاناة أفغانستان هوخروجها من الحرب ومنع تكراروتطويرالصراع الأهلي السلام بين الشعب المسلم بكل طوائفه واعراقه أما الصراع السياسي والخلاف الفكري وصفه بالأمرالطبيعي والتي سياخذ مداره.
إلى جانب ذلك كانت موجة من التغريدات على تويترتتهم الولايات المتحدة الأمريكية بإشعال فتيل الحرب متعمدتا حیث إنها تهيئ المنطقة لحروب مستقبلية وأنها لم تنسحب قواتها إلا بعد أن أجرت اتفاقيات مع حركة طالبان لخدمة مصالحها، وأن طالبان ستتحرك حسب الأوامرالأمريكية وأن أمريكا والدول الغرب تحاول من خلال هذه الخطوة إعادة انتاج خط إرهاب جديد وذلك برعاية دولية.
كما أشارالصحفي الفلسطيني "عبدالقادرفايز"إلى أهمية أفغانستان بالنسبة للدول المجاورة والقوى الكبرى، حيث إنها ساحة استراتيجية مهمة لأمريكا والصين وعروة أساسية في النفوذ لروسيا وإحدى بوابات الأمن القومي بالنسبة للهند وأمن قومي مباشرلإيران وباكستان وساحة نفوذ وتأثيرتاريخي لتركيا.
وفي ظل المخاوف من تبعات سيطرة طالبان وقعت أمريكا في وقت سابق، إلى جانب 14 بعثة دبلوماسية أجنبية في كابل بيانا مشتركا يحث طالبان على وقف الهجمات العسكرية المستمرة في أنحاء البلاد.
قائلة إن الهجوم يؤدي إلى تسجيل خسائرفي صفوف المدنيين ونزوحهم وتدميرالبنية التحتية في أنحاء البلاد. وجاء في البيان "في عيد الأضحى يجب أن تضع طالبان أسلحتها للأبد وتظهرللعالم بعملية السلام".
النهاية
LINK: https://www.ansarpress.com/english/23206
TAGS: